– هل تعرف أشخاصًا باتو مهووسين بنقل أي محتوى بغض النظر عن مصداقيته أو واقعيته؟
– هل صادفت خبرًا نُشر بصحف ومجلات حتى بالتلفزيونات وكان مصدره إشاعه من أحد تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي؟
في الآونة الاخيرة بعض تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت مُنفِّره جدًا لأبعد حد معاكس يقوده شغفُ القاريء لهم. البعض منها بقدر ماهي أداة تواصل باتت أدآةً لزرع الملل والهروب من واقع التواجد متصلًا مع الغير؛ على سبيل المثال “تطبيق الواتساب”. فتبدأ معاناة الجميع بتلقي كمًا هائلًا من رسائل المهوسيين به؛ إبتداءً من الإستيقاظ فجرًا لتجد ذات الكلمات مُرسلة من صديق وقريب أو زميل؛ نفس التفاصيل نفس والفكرة والهدف ترسل صباحًا ومساءً وقبل النوم. كلمات مكرره مستهلكة لا نفع من أغلبها سوى ملء نقالك بالصور والفيديوهات، وازعاجك بالتنبيهات التى لا تنتهي وبمعلومات بعضًا منها مغلوطًا وقد يُودي بحياه المتابعين بشغف.
وهكذا فبالمناسبات العامة والاعياد، تتوالىٰ نفس الرسائل الموسمية على هيئة نكات سخيفة عن الصوم والافطار برمضان، ثم عن عيد الفطر وعيد الأضحى والأضاحي بالحج، ثم عن بداية العام الدراسي وحال الطلبة والمعلمين والمعلمات. يستلم المستقبل نفس الجمل لنفس المناسبات من نفس الأشخاص لعدة أعوام متتالية.
وتنتشر ايضًا الرسائل الكيدية لغرض دعائي؛ فتبدأ بتشويه منتج منافس وتنتهي بتمجيد المنتج الآخر وكأن المتلقي سفيهًا لا يعي شيئًا وعليه ان يقاطع المنتج الآخر لأنهم أظهرو عيوبه التي لا يصدقها عقل. ثم للتأليفات والتركيبات المنسوجة على أهواءهم من خلطات لا تعرفُ لها أصلًا أو مرجعًا ولا رابط لها بطب شعبي أو نبوي. ثم للقصص المطولة التي لا طائل منها سوى مطمطة الأحداث لأقناعك بقصص لا يقبلها منطق؛ وعليك ان تعلق عن مدى تأثرك بها وإن عبرت عن رأيًا مغايرًا قد تكون عرضه للإنتقاد اللاذع أو للطرد من المجموعة التي لا تهدأ من القصص الوارده من ”الكيس“.
وبعدها يتم الإحتدام مع الأحاديث الضعيفة والبعض الآخر المُحرف منها والتي تُنشر تخويفًا أو ترويجًا لفكره معينة أو لفئة أخرى وتتداول بين الجميع ليُصدقها من يصدق ويكذبها من يكذب وليعمل بها من أقتنع بمحتواها. ومابين مكذب ومصدق أطفال لا يفقهون شيئًا؛ لترسخ بأذهانهم أقولًا أقرب ما تكون لخيال لا يمثل الواقع. وأسوأ ما قد يصلك، البكائيات التي تنتهي بقسمٍ وتحليف ثم ودعاء على المُستقبِل في حال الإهمال وكأنها لعنة ليست بحروفٍ وكلمات لم تُدون للنشر بل دُوِنت للترهيب قبل المشاركة.
وختامًا برسائل قبل النوم ثم ليبدأ يومًا آخر من الفجريات .. للصباحيات .. ثم للمسائيات وما تحويه من رسائل بطول المُعلقات؛ المغزي منها ايصال اليوم ما تم أهماله عمدًا بالأمس …….وهلمَّ جرا
هاجر هوساوي
HajarHawsawi@