هل جارك كفيف؟
إليك كيفية تكيفه و دمجه في المجتمع
بقلم/ رقية عجاج
ترجمة/ فيصل القحطاني
“المشي مع صديق في الظلام أفضل من المشي وحيداً في النور”
هيلين كيلير
أظهرت الدراسات أن المكفوفين غالبًا ما يشعرون بالعزلة والوحدة، وذلك لأنهم يواجهون تحديات في بناء علاقات من شأنها أن تؤدي إلى تمكينهم في الأنشطة الاجتماعية في مجتمعاتهم (Bruens et al., 2019)، ويمكن أن يؤدي الشعور بالعزلة والوحدة إلى الاكتئاب أو غيره من مشاكل الصحة الذهنية. باستطاعتك أن تجعل المكفوفين يشعرون بالأمان والتمكين والترحيب في مجتمعك، وكما تشير الأبحاث، فإن المزيد من الدعم الاجتماعي سيساعد في تقليل القلق والأمراض الذهنية بين البالغين المكفوفين أو ضعاف البصر. تذكر أن الدمج و التمكين مسؤولية الجميع!
دعوني أوضح هذه النقطة من خلال قصتين.
انتقل محمد إلى مبنى سكني للطلاب، وهو متحمس للتعرف على جيرانه الجدد والانضمام إلى المجتمع، وفي أحد أيامه الأولى هناك ، و بينما يسير في الردهة ويرى أحد جيرانه الذي يعتقد أنه في تخصصه وقبله بسنة واحدة، فيقول مرحبا ويعرّف بنفسه. أخبره الجار أن اسمه داود، وبعد أيام قليلة، بينما ينتظر محمد المصعد، ينضم إليه مقيم آخر ويبتسم ويقول مرحباً، ويقدم نفسه على أنه سامي. بعد دقائق قليلة من تبادل الحديث، أدركوا أنهم من نفس البلد ونفس المدينة! افترقا بعد ذلك معربين عن اهتمامهم بالدراسة معًا يومًا ما. في ذلك الجمعة، رأى محمد داود مرة أخرى وهو يخرج من الباب الأمامي للمبنى، فدعاه داود للعب ألعاب الطاولة في ذلك المساء مع مجموعة أصدقائه. في اجتماع تلك الليلة، التقى محمد بالعديد من الطلاب الآخرين الذين يعتقد أنه سيتمكن من التعايش معهم بشكل جيد.
ماذا لو كان محمد كفيف؟ إليك قصة بديلة:
انتقل محمد إلى مبنى سكني للطلاب وهو متوتر بعض الشيء من قدرته على التواصل مع جيرانه الجدد وذلك لأنه كفيف، ويبدو أن الناس لا يعرفون كيفية التعامل معه في الأماكن العامة. في أحد أيامه الأولى هناك، يمشي محمد في الردهة، وهو يعرف أن هناك من يسير في الاتجاه الآخر، لكنه لا يعرف من يكون، ولم يقول له هذا الشخص أي شيء أثناء مروره. بعد أيام قليلة، ينتظر محمد المصعد، وينضم إليه ساكن آخر، لكنهما يقفان هناك بصمت، لذلك لا يعرف محمد ما إذا كانا مهتمين بإجراء محادثة. في ذلك الجمعة، وعلى الرغم من أنه يفضل الخروج والاختلاط اجتماعياً، إلا أن محمد يستمع إلى كتاب صوتي في شقته.
إذا كنت تعيش في مبنى أو حي يوجد فيه شخص كفيف، فيمكنك مساعدته على الاندماج الاجتماعي والتعرف على مجتمعه الجديد باتباع النصائح التالية:
- على الرغم من حسن النية، لا يمكن للفرد الكفيف أن يرى ابتسامتك وأنت تمر. من الأفضل أن تنطق بكلمة “مرحبًا” له، وعرّف بنفسك. سوف يتفاعل معك.
- إذا صادفته مرة أخرى في الردهة أو الحي، فقل: “مرحبًا، أنا … جارك هنا. التقينا … ” بهذه الطريقة، سوف يتعرف على صوتك ويشعر بالتقدير والتمكين.
- إذا كنت على علم بأي تجمعات في المبنى أو الحي، فلا تتردد في دعوة جارك الكفيف، حتى لو لم تكن متأكدًا مما إذا كان مهتم بها أو لا.
- ساعدهم في البقاء على دراية بما يتغير في المبنى أو الحي – شارك المعلومات حول الإنشاءات الجديدة أو المتاجر والمطاعم التي يتم افتتاحها.
- شجع جيرانك على إبقاء الممرات خالية لتجنب وجود العوائق التي قد تشكل خطر التعثر للجار الكفيف.
- إذا لم تكن متأكدًا من أفضل طريقة لمساعدة أو التعامل مع الجار الكفيف، يمكنك أن تسأله!
هذه هي نصائحي. ما الذي نجح معك في الماضي؟ أتطلع إلى مداخلاتكم في التعليقات!
مصادر:
Brunes, A., Hansen, M. B., & Heir, T. (2019). Loneliness among adults with visual impairment: Prevalence, associated factors, and relationship to life satisfaction. Health and Quality of Life Outcomes, 17(24). doi:10.1186/s12955-019-1096-y