علمتني الحياة تهذيب الأماني فقلت لنفسي يومًا وأنا مُعاتبه طموحاتي اللاواقعية ”يا هاجر: هذِّبي أمانيك“ ومن وقتها تعلمت أن؛
أتعلق بأمنيتي ولا اُجن بها لأنني جُننت بغيرها في وقتٍ سابق وكانت العواقب أشد على نفسي وطموحاتي وكبريائي.
أتأمل قليلًا حتى لا أتألم أكثر.
أقاتل سعيًا في سبيلها ولا أتنازل عن غيرها لأجلها.
أُاَجل تحقيق مالم أستطيعه وقتها لحين استطاعة مستقبلية أعددتُ لها بكل شغف.
أفكر فيها بعقلانية الواقع ولا أسمح لأي شعور قلبي أن يبعثر منطقيتها.
أعمل في صمت حتى تكون كل أمنية واقعًا؛ بعيدًا عن ضجيج مشاركتها مع كل مهتم بها أو عابر لا تعنيه شيئًا.
أُحدث بها عقلي وأُنير بها قلبي ولا أتهاون عن أداء غيرها لأجل إتمامها.
أجعل من نفسي سيدةً على عرش ما تمنيت لا أمةً لأمنية تُطوِّعُ أهدافي، واختياراتي، ورغباتي، ومجهودي، في سبيلها هي فقط لا غير.
احترم صعوبتها وأَحْسِن تقدير استحالتها ولا أفقد الروح المعنوية التي تشجعني على تحدي الصعوبة التي تساعدني على تغيير الاستحالة.
أنشغل بها بكل جوارحي ولا انشغل عن اهتماماتي الأخرى.
أعطيها جُل وقتي ولا أبالغ في العطاء حد الهوس بها.
أركز طاقتي فيما يستحق وما لا يستحق أعطيه تعريف آخر حتى لا اُسيئ تقديره فأندم.
أُحجِّم الكبير الذي لا أستفيد منه لأجل عظيم أصغر منه لكنه يحمل من الأهمية التي فاقت ما أراه كبيرًا.
أسعى للانتصار وأن أصبح حقيقة لا اغتر بالنتيجة، بل أتفاخر بمجهودي الذي قادني لهذا الانتصار.
أفرح فرحة معقولة حتى لا أصدم بجدار قاسي عند الخسارة التي تلي لحظات السعادة.
هي فقط أمانيٍ تصورتها وخرجت بقناعة تامة بأن من يعطيك آمالًا زائفة بشدة يقتلها في أخر لحظة بشكل أشد؛ فكيف لو كنت أنت الذي أعطى لنفسه هذا الأمل في فترة زمنية وقتلته بالمقابل في فترة زمنية اخرى…..!؟
أمانيَّ البسيطة منذُ أن هذبتها وأنا أعيش بقناعة المُتيقن بها، والمُذعن بتفاصيل حدوثها، والمنكفئ على أسباب تحقيقها، والواثق بها كثقة الابن بحماية أبيه، واهتمام أمه، وخوف اجداده عليه، وفزعة إخوانه له، وحنان أخواته.
لذلك إن هذبت نفسك .. تتهذب أمانيك
فإن صعُب عليك تهذيبها؛ ستُصعِّب على نفسك وحياتك أمورًا كثيرة وكذلك العكس؛ وبالمقابل في حال تهذيبها ستسهل على نفسك أمورًا أكثر أو قد تكون احتمالية التحقيق أكبر بكثير لأنك وقتها بِتَ تعرف نفسك وقدراتك بشكل أفضل.
هاجر بنت عبدالله هوساوي