كنت خلال اقامتي في أمريكا عندما أنوي السفر لزيارة ولاية أو مدينة ما، أقوم بالبحث عن أي متحف في طريقي ليكون هو أول رغباتي وعلى رأس القائمة التي يجب أن أمر بها. أحب المتاحف وزيارتها خصوصا تلك التي تعرض لنا الفن والتاريخ أو ثقافة أي مجتمع. وبرغم أن باريس تمتلك أهم متحف للفنون في العالم وهو متحف اللوفر الذي يحتوي على أكثر من مليون قطعة فنية من لوحات وتماثيل لكل حضارات العالم إلا أنه في الجهة المقابلة تعتبر أمريكا من أكثر الدول في العالم امتلاكا للمتاحف، حيث أصدر معهد خدمات المتاحف والمكتبات التابع للحكومة الأمريكية قبل سنوات تقريرا – نشرته صحيفة واشنطن بوست – (1) يشير الى أن عدد المتاحف في أمريكا يفوق عدد محلات ستاربكس وماكدونالدز مجتمعتين بصفتهما أكثر المحلات التجارية انتشارا في أمريكا. يصل عدد مقاهي ستاربكس في أمريكا – حسب التقرير – إلى 11 ألف مقهى، وسلسلة مطاعم ماكدونالدز تصل إلى 14 ألف مطعم، بينما بلغ أجمالي المتاحف في أمريكا أكثر من 35 ألف متحف.
في اعتقادي أنه رقم طبيعي لكثرة المتاحف التي شاهدتها في أمريكا، حتى المناطق الريفية والمدن الصغيرة لا تخلو من المتاحف المتنوعة في الفنون والتاريخ. في مدينة قراند رابيدز التي سكنتها لسنوات طويلة بولاية ميتشقن يوجد بها على الأقل ثلاثة متاحف مهمة ومن ضمنها متحف الرئيس الأمريكي الثامن والثلاثين (جيرالد فورد) والذي تعود حياته ومعيشته إلى تلك المدينة، كما يوجد متحف كبير خاص للأطفال، وهذا دليل على حب الامريكان وشغفهم بالمتاحف. حسب إحصائية منظمة التحالف الامريكية للمتاحف (2) فإن انتشار المتاحف المتنوعة في كافة الولايات الامريكية يوفر 726,000 ألف وظيفة كما أن تلك المتاحف تساهم في دعم الاقتصاد الأمريكي بواقع 50 مليار دولار سنويا. وتستقبل المتاحف في أمريكا -حسب الإحصائية- ما يقارب 850 مليون زائر سنويا وهذا يعتبر رقم عالي جدا مقارنة ببعض الأماكن والأنشطة العالمية المختلفة. وتعتبر متاحف الفنون والتاريخ والعلوم هي أكثر التخصصات المرغوبة أو التي يزورها عدد كبير من المجتمع أو السياح عن باقي التخصصات. ولعلنا نستنتج أن خلاصة هذا الاقبال الكبير من الامريكان على المتاحف بشكل عام يعود إلى ثلاثة أسباب رئيسية: وفرتها في كل مكان أو منطقة سكنية، ورخص الرسوم بالنسبة للدخول مقارنة برسوم الدخول إلى ديزني لاند على سبيل المثال. والسبب الثالث هو أن 97% من الأمريكان يعتقدون أن تلك المتاحف تعليمية بالدرجة الأولى لتنوير وتثقيف المجتمع.
المتاحف في أمريكا متنوعة وتفتح لنا نافذة كبيرة على الفن والتاريخ والطيران والهندسة وباقي العلوم المختلفة، تأخذنا إلى حضارات العالم منذ القرون القديمة حتى تصل بنا إلى عصر التقنية. فإذا كنت من محبي المتاحف وسنحت لك الفرصة بالتجول في أمريكا فلا تتردد في زيارة متحف سميثسونيان الوطني في العاصمة واشنطن، أو متحف ميتروبوليتان في نييورك، كما أنه لا يمنع بأن تلقي نظرة على الفضاء والكواكب من خلال متحف ناسا في فلوريدا، وإذا داهمك الكسل وترغب في مدينة واحدة تجمع عدة متاحف في مختلف التخصصات فعليك بمدينة فيلاديلفيا بولاية بنسلفينيا.
احمد الغامدي
مدير قسم الإنتاج الإعلامي
منظمة سعوديون في أمريكا
@AhmedGhamdi
: Resources
1-
2-
https://www.aam-us.org/programs/about-museums/museum-facts-data/