الشخصية الرقمية
وسائل التواصل الاجتماعي تحتل جزء كبير من حياتنا.. حقيقة..
وسائل التواصل الاجتماعي تؤثر على مزاجنا وقراراتنا.. حقيقة..
وسائل التواصل الاجتماعي تؤثر على العالم الحقيقي الذي نعيش فيه.. حقيقة..
عند اتفاقنا على هذه الحقائق الثلاثة يتّضح عندها إلى أيّ مدى أصبح تأثير تويتر وسنابشات وانستغرام وغيرهم من وسائل التواصل الاجتماعي أكثر جدّيةً على حياتنا الشخصية مباشرةً..
شاهدتُ في رمضان الفائت مقابلة في برنامج الليوان على قناة خليجية بين مقدم البرنامج عبدالله المديفر والضيف الدكتور محمد الحاجي صاحب الدكتوراه في العلوم السلوكية والاجتماعية.. كانت مقابلة مثمرة جدّاً ومليئة بالنقاط المهمة..
يقسّم الدكتور الانسان إلى أربع شخصيات: الحقيقية والاجتماعية والمثالية والرقمية..
يوجد تفصيل أكثر عن الشخصيات الأربع في المقابلة التي وضعتُ رابطها في أسفل المقال للمهتمين بالتوسّع في هذا الأمر.. ولكن ما يهمّني في هذا المقال هو بعض التأمّلات عن الشخصية الرقمية..
يعرّف الدكتور الحاجي الشخصية الرقمية بأنها الشخصية التي نتواجد بها في عالم الانترنت بشكل عام، ويؤكد أنّ الشخصية الرقمية تختلف عن الشخصية الحقيقية للإنسان.. أي أنّ ما ننشره على الانترنت من تعليقات أو انطباعات أو غيرها قد لا تعبّر بالضرورة عن سماتنا الشخصية أو رغباتنا، بل يتخلّلها الكثير من مراعاة المجتمع أو مصادمته أو غير ذلك..
اختلاف الشخصية الرقمية عن الشخصية الحقيقية للإنسان قد لا يكون نفاقاً ولا سيّئاً بالضرورة، ولكن معرفة الحقائق الثلاثة التي ذكرتها وكيف أصبح حسابك في وسائل التواصل يعطي الكثير من الانطباع عن شخصيتك في نظر الآخرين يجعل الاهتمام بهذا الحساب ضرورة.
أخبرني بعض أصدقائي عن تجاربهم الأخيرة في مقابلاتهم الوظيفية وكيف أنّ بعض موظفي الموارد البشرية قد اطّلعوا مسبقاً على حساباتهم في وسائل التواصل الاجتماعي قبل موعد المقابلة حتى أنهم سألوهم عن بعض التفاصيل التي رأوها في حساباتهم من باب المزاح..
ولكن أكان ذلك مزاحاً حقّاً؟
أيّاً كان غرض تواجدنا في وسائل التواصل الاجتماعي، لقد أصبحت تلك الأدوات عاكسة لانطباعات النّاس عنّا شئنا أم أبينا..
عدم التواجد في وسائل التواصل الاجتماعي لم يعد حلّاً أيضاً.. إن لم تتواجد في ذلك الفضاء فستتخلّف عن الرّكب أيضاً.. ركب التطور والإنتاجية على الأقل..
إذاً ما الحل؟
لا توجد إجابة واحدة على هذا السؤال.. لكلٍّ أهدافه..
نحن من يصيغ كيف يرانا الناس من حولنا..
إذاً.. نحتاج جدّية أكثر في صياغة شخصياتنا الرقمية..
لنهتم بما نصدّره لغيرنا في العالم الرقمي كما نهتم بما نصدّره لهم في العالم الواقعي..
.
.
.
حسين العوفي
@HussainAloufi
مصادر
الدكتور محمد الحاجي ضيف برنامج الليوان مع عبدالله المديفر ( حكايا في السلوك والاجتماع )
https://www.youtube.com/watch?v=UYP223KvxIw&ab_channel=%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%AC%D9%8A%D8%A9