الأخلاق الحيوية تم تكوينها مع تطور التكنولوجيا الحيوية الحديثة لوضع ضوابط وقوانين لتجنب الأضرار التابعة مع التعديل الجيني والحيوي والحد من التعديات التقنية التي ضررها يفوق الفائدة. الأخلاق الحيوية تهتم في القضايا الأخلاقية التي تمس الإنسان، الحيوان، الطبيعة والممارسات الطبية. زادت أهمية مناقشة ووضع قوانين تحت مظلة الأخلاق الحيوية بسبب سرعة تطور البيوتكنولوجيا في زمننا هذا. شهدت السنوات العشرين الماضية ثلاث قفزات في علوم الحياة. أولًا ولادة أول مستنسخ الثدييات، دوللي، ثانياً الانتهاء من مشروع الجينوم البشري وأخيرًا إكتشاف كريسبر.
الهدف الأساسي ل البيوتكنولوجيا هي لرفع جودة الحياة للإنسان بإتباع الأخلاق الحيوية وعدم التعدي عليها. والشكر لله ثم لهذه التقنية التي ساعدتنا على تخطي العديد من المشاكل مثل قلة الموارد الغذائية عن طريق تدجين الحيوانات وتعديل زراعة الغذاء جينيا لتغطية الحاجة. وأيضًا ساعدنا على تكوين التطعيمات للتغلب على العديد من الامراض من ضمنها (COVID). من المتوقع أن تصبح العديد من التقنيات الحيوية الناشئة اليوم جزءًا ثابتًا من الحياة اليومية في المستقبل. لكن هل ستكون هذه التغييرات إيجابية بالنسبة للمجتمع؟ هل تم تحليل المخاطر والفوائد لهذه التقنية؟ تحدث هذه التغييرات غالبًا دون استشارة عامة الناس، وأحيانًا بدون استشارة الأخلاقيات الحيوية مما يعزز دراسة ومناقشة الأخلاقيات الحيوية ووضع قوانين عالمية صارمه لإتباعها لتجنب مخاطرها.
البيوتكنولوجيا وهندسة الجينات:
يمكننا تقسيم تطور البيوتكنولوجيا الي ثلاث مراحل: الاولى هي
البيوتكنولوجيا القديمة التي ساعدت الإنسان على اكتشاف الجبن والخمر وتدجين النباتات. الثانية هي البيوتكنولوجيا الكلاسيكية حيث تم تطويرها للمبادئ الأساسية في علم الوراثة والبيولوجيا الجزيئية. والأخيرة هي التكنولوجيا الحيوية الحديثة، حيث تم تطوير الأدوات لمعالجة الأحماض النووية والاستنساخ وتكنولوجيا الحمض النووي المؤتلف وهي عبارة عن عملية يتم فيها إنشاء تسلسلات الحمض النووي ومعالجتها بترتيب معين.
بدأت الهندسة الوراثية في عام ١٩٧٢ عندما انشأ بول بيرج أول جزيء (DNA) مؤتلف. في العام التالي، أنشأ بوير و كوهن أول كائن معدل وراثيًا. هناك العديد من التقنيات الحيوية التي ساعدت الإنسان لكن من أهمها (RDNA) حيث ساعد على تطوير الأنسولين والبكتيريا المؤتلفة المنتجة للهرمونات. وحيث أصبحت تقنية الحمض النووي المؤتلف أهم أداة للبحث في المختبرات.
أهم وأحدث تطور في البيوتكنولوجيا هو إكتشاف تقنية كريسبر. كريسبر هو نظام يستخدم في التعديل الجيني، علم تعديل الجينوم هو علم يندرج تحت الهندسة الوراثية، وهي معنيه بتعديل الجينات عن طريق إضافة، حذف، أو تعديل الجينات في (DNA) بمساعدة الانزيمات و النيوكليس لقص الـ (DNA). تم إكتشاف تقنية كريسبر في البكتيريا حيث تعمل كنظام دفاعي ضد الفيروسات والعناصر الوراثية الأخرى التي تهدد البكتيريا. تستخدم البكتيريا الجينات الموجودة في النظام كريسبر لتخزين جزيئات الحمض النووي المحمية من الفيروسات حيث استفاد العلماء من هذا النظام البكتيري لتطوير تقنية كريسبر بسبب قدرتها على تعديل الجينات بشكل دقيق وفعال، حيث يتم تعديلها من خلال المقص الجيني حيث يمكنه رصد التشوهات الجينية واستبدالها بعناصر أخرى في الحمض النووي. تقنية كريسبر لها العديد من الاستخدامات، بما في ذلك فهم وعلاج الأمراض الوراثية، وتطوير المحاصيل النباتية المقاومة للآفات والأمراض، وتعزيز صفات الحيوانات، ودراسة وظيفة الجينات في البيولوجيا.
لكن تقنية كريسبر تواجه تحديات وقضايا أخلاقية تتعلق بتعديل الجينات البشرية ولاستخداماتها في البيوتكنولوجيا وتأثيرها على الحياة على المدي الطويل.
الاخلاق الحيوية:
هناك أربع قواعد يقوم عليها تحديد الأخلاق الحيوية ورسم حدودها، الأولى وهي المنفعة. وهي تعني بالمنفعة المجتمعية للأخرين مع الحفاظ على استقلاليتهم في الاختيار والرغبات الفردية. ثانياً غير مؤذ، أي ان هذه التقنية لن تسبب ضرر على الآخرين. ثالثًا العدل، وهي العدالة في تقديم العلاج والوصول اليه وتوزيعه بدون النظر الي الجنس، العرق، الحالة المادية، الحالة الصحية. أخيرا الاستقلال وهي القدرة على اتخاذ قرارات بشأن رفاهية الفرد ومصيره دون تأثيرات خارجية.
يتم الإعتماد على هذه القواعد لمناقشة التقنيات الحيوية فيما كانت تتبع حدود الأخلاق الحيوية ام لا. حيث ساعدت العلماء على تحديد مدى أخلاقيات التقنيات مثل كريسبر، استنساخ الحيوانات واخرى.
استنساخ الحيوانات
أول عملية استنساخ كانت للحيوان دولي، عاش دولي لمده ٦ سنوات لكن تم بعدها استنساخ العديد من الحيوانات. استنساخ الحيوانات قانوني في عدد من الولايات في الولايات المتحدة الأمريكية لأهداف تجاريه مثل رفع إنتاج الحليب أو اللحوم الخالية من الدهون. البعض أيضا يقوم باستنساخ الخيول التي حققت بطولات، والبعض يستنسخ حيوانهم الاليف. من جهة نظر أخلاقية هناك قضايا يجب مناقشتها. إن استنساخ الحيوانات للفوز بالجوائز، والمال، يثير قضايا تتعلق بالعدالة، لإن ليس كل شخص في وضع يسمح له بالدفع مقابل هذه الخدمات وأولئك الذين لديهم أموال لديهم فرصة أكبر للفوز. نفس المبدأ ينطبق علي استنساخ الحيوانات الأليفة الميتة، انها خدمه فقط لأولئك الذين يستطيعون تحمل تكاليفها، ولكن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو فكرة رفض الموت كجزء من تجربة الحياة. لذا يبدو أن فائدة استنساخ الحيوانات الأليفة هي تساهل بشري يخدم البشر فقط وليس عملاً عقلانيًا وأخلاقيًا.
البايوتكنولوجيا هي علم مهم وسوف يرسم معالم الطب و الصحة و الغذاء للمستقبل، لكنه سلاح ذو حدين. فيجب وضع حدود أخلاقية لتجنب استعمال التقنية بشكل سلبي.
الكاتبة/ الهنوف التويجري
مراجع المقالة:
https://ivrha.org/bioethics-and-law-observatory-publishes-a-report-on-assessment-of-research-projects-on-health-with-emerging-technologies/
https://www.mordorintelligence.com/ar/industry-reports/recombinant-dna-rdna-technology-
https://www.aljazeera.net/encyclopedia/2017/10/14/%D8%AA%D9%82%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%B3%D8%A8%D8%B1-%D9%84%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%AF%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D9%86%D9%8A
https://core.ac.uk/display/288471285?utm_source=pdf&utm_medium=banner&utm_campaign=pdf-decoration-v1