بقلم/أشواق الناصر
من هواياتي المفضلة السفر واكتشاف البلدان والتعرف على الثقافات الأخرى. وعند ابتعاثنالأمريكا حرصت أشد الحرص على زيارة أشهر الأماكن السياحية الموجودة في البلاد. وليسهذا فقط بل وجدتها فرصة جميلة للقراءة والتعرف أكثر على تاريخ وثقافة كل ولاية أقوم بزيارتها. وكنت اعتقد أن الشعب الأمريكي من الشعوب المحبة للسفر ووجدته صحيحاً جُزئياً. فهم يعشقون السفر إلى دزني لاند، نيويورك ببناياتها الضخمة ومدينة صنع الأفلامهوليوود لكن كل هذه داخل نطاق أمريكا! كان باعتقادي أنهم سائحون من الدرجة الأولى خارج أمريكا. و عند اختلاطي بهم صادفت الكثير منهم الذين لايعلمون حتى أين تقع بعضالدول على الخريطة!!. لطالما اعتقدت أنهم شعب مثقف ومطلع حتى لو لم يكن باستطاعتهمالسفر للخارج. واذكر أنه كان لي موعد مع موظف البنك، في أحد البنوك الأمريكية حيث كنت أقوم بفتح حساب جديد وكان الموظف يلقي علي بعض الأسئلة وكان بيده جواز سفري فأخذناالحديث عن الدول التي قمت بزيارتها–ولم تكن كثيرة آنذاك–فسألني أي دولة أحببت أكثر فقلت؛ فرنسا ولكن لم تسنح لي الفرصة لأرى سوى العاصمة باريس، لكني أحببتها وأحببتأجواءها. فسألت الموظف وأنت؟ أي دولة أحببت زيارته؟فقال: لايوجد لدي جواز سفر أصلاً!! وأضاف أنه لم يفكر بالسفر للخارج وأن كثيراً من مواطنيه لهم نفس القناعة! اتذكر أني دُهشت من حديثه. وهذا يذكرني بموقف آخر حصل لي عندما كنت في معهد اللغة. كنت على موعدمع أحد الأساتذة وأثناء انتظاري سمعت حديثاً لموظفة مع زميلاتها عن رحلتها للمغرب–لم تكن سياحة– فقد كانت في رحلة مع زوجها المغربي. فقد كانت تتكلم بحماسٍ شديد وذهول مما رأت هُناك وماجلبته معها من الهدايا التذكارية لزميلاتها في المكتب. فكنت اسمع كيف كان إصغاء زميلاتها لها وحثها على الاسترسال وهي تتحدث عن جمال المغرب وكيف استمتعت بوقتها هناك وكيف كانت ثقافة البلاد بالزي الخاص بهم وكيف اعجبها المطبخ المغربي وأما أكثر ما أثار إعجابها عدد من القطع الجميلة والمميزة اللي استطاعت شراؤها بسعرٍ زهيد. ومن خلال حديثها فهمت أنها المرة الأولى اللي تسافر فيها خارج أمريكا. و ذات مرة كنت استمع إلى البرنامج الشهير TED، وشدني موضوع أحدهم ألقاها أحد المتحدثين الأمريكيين عن أهمية السفر واكتشاف البلدان. وذكر أنه هناك فقط حوالي 35% منالأمواطنون الأمريكان لديهم جوازات سفر!! وأن 10% فقط من يسافر لخارج أمريكا!!. وعزى هذا إلى ثلاث أسباب لعدم سفر الأمريكيين إلى الخارج: العمل، المال، والخوف. فهم شعب يعشق العمل وأما المال فما يستطيعون توفيره يقومون بشراء حاجيات غير ضرورية ومن السهل الإستغناء عنها. وأخيراً عامل الخوف. فضرب مثالاً، ما يبث في الإعلام عن خطورة السفر إلى المكسيك وتصويرها بأنه دولة فقيرة ومليئة بعصابات المخدارت وإنعدام الأمن، ولكنه أثبت أن هذا فقط مايروجه الإعلام وأيضاً قام بمقارنة كيف أن بعض من مدنالمكسيك أكثر أماناً من بعض الولايات الأمريكية!!.
أشواق الناصر
@rakansmama