خلق الـLeverage

خلق الـLeverage

تحدّثتُ في مقالي السابق “Leverage” أنّ هناك ثلاثة مزايا استراتيجيّة أساسيّة يمكن للإنسان استغلالها: الوقت والمال والبشر..

ولنكون واضحين، نحن لا نبحث عن الوفرة اللامتناهية من تلك المزايا.. لو كان لدى الشخص الوقت الكثير والمال الكثير والموظفين الكُثُر، لكان ذلك سببًا لتعاسته..

الوفرة في كلّ شيء تصيب الانسان بالفراغ وقد تفسده أو تصيبه بالاكتئاب كما ذكرت في مقال سابق “أشياء ما بعد التقاعد”..

بعيدًا عن تلك القلّة، كيف يمكن للكثير ممن لا يملكون تلك المزايا الحصول عليها؟

يمكن ذلك عن طريق استغلال أي مزية يملكها في الحصول على المزيّتين الأخريين..

وإن كان الانسان لا يملك أي مزية من تلك المزايا، فعليه خلق واحدة منهن أيًّا كانت الأسهل في حالته..

إن كان لدى الانسان الأبناء البررة على سبيل المثال، فله مزيّة البشر على أيّة حال.. ومن هنا يستطيع توكيل أعمال كثيرة لهؤلاء الأبناء للحصول على الوقت، ثم تعلّم مهارة جديدة أو فتح مشروع جديد للحصول على ميزة المال..

وإن كان لدى الانسان مزيّة الوقت فقط، كالعاطل عن العمل، فتلك المزيّة يمكن استغلالها في عصرنا أفضل استغلال في تعلّم المهارات الجديدة لخلق دخل سلبي مستدام (مراجعات كتب الخبراء على قناة اليوتيوبر ناصر العقيل قد تفيد في هذا المجال)، كما أنّي تحدّثتُ قليلًا في ذلك الفضاء في مقال سابق “كيف تزيد حظّك؟”..

ماذا لو لم يملك الانسان أيّة مزية لاستغلالها (كصديقنا في المقال السابق)؟

من الصعب للإنسان أن يخلق الوقت إن لم يكن لديه المال أو البشر.. ومن الصعب أن يوظّف البشر إن لم يملك المال..

ولكن..

هل من الصعب خلق المال في حالته؟

في كثير من الحالات يكون وقت الانسان مسلوبًا في وظيفة بدخلٍ قليل ومسؤوليّات كثيرة..

ماذا عن استبدال الوظيفة؟

في حالات كثيرة جدًّا تكون أحد نتائج استبدال الوظيفة هي زيادة الراتب حين يختارها الانسان طواعية وبحنكة..

لذلك، في حالات كتلك، تكون أسهل وأقرب مزيّة يمكن للإنسان أن يخلقها هي مزية المال بتغيير العمل إلى وظيفة أكثر دخلًا..

وكلّما طالت مدّة الانسان في العمل، كلّما أصبحت قيمته في الوظيفة الجديدة أعلى عادةً..

في الختام أكرّر دعوتي السابقة:

اللهم ارزقنا الراحة والطمأنينة في كلّ شؤوننا يا مولانا يا كريم..

حسين العوفي