أنت لست الأذكى .. ولست الأعلم ..!
(١)
كُلما ازددت علماً .. أيقنتَ أنكَ لست الأعلم .. ومهما ادعيتَ أنك ذاك العالم الذي لايُشق له غبار ولا يسبقه أحد في فنه فإنك لست كما تظن .. وعليك دائماً أن تكون حذراً من هذا الاعتقاد وتظل متواضعاً لأنه ومهما ارتفعت من منازل ودرجات في فنك ومجالك .. ومهما بلغت من حدة في الذكاء والفطنة .. ومهما وصلت إليه نفسك من علم وقدرات ومهارات في فن ما فإن لهم حداً لن يبلغوه ولن يتجاوزوه إلا بالعودة إلى التعلم من جديد ممن هم أعلى وأرفع منك درجةً في العلم (وفوق كل ذي علم عليم).
(٢)
و مهما بلغت من درجات الذكاء ومستويات التمكن في العلم فمن المهم أن تبقى متواضعاً لأنك لن تكون أبداً قادراً على تحقيق كل شيء لوحدك … ستحتاج دائماً لمن يشد على عضدك لتواجه الضغوط الأكاديمية ومايتبعها من أزمات نفسية وتحديات اجتماعية .. ستحتاج دائما إلى من يذكرك بمكامن قوتك كلما أرهقك القلق و ساورك الشك .. ستحتاج دائماً لمن يعينك ويقويك كل ما وهنت عزيمتك .. وستحتاج دائما إلى من يسد مكامن ضعفك .. وستلجأ دائماً لغيرك لتصل إلى مرادك (فأعينوني بقوة).
(٣)
و عندما تصل إلى مطلبك وتحقق أحلامك الكبيرة .. كن متواضعاً .. لاتنسى أن الفرصة التي حظيت بها لو حظي بها غيرك لربما سبقك وتفوق عليك .. لاتنسى أبداً ما حظيت به من دعم من محيطك الاجتماعي الضيق والواسع .. لاتنسى تحفيز الأسرة وتشجيع الأقارب .. لا تتجاهل هتافات الأصدقاء وكلماتهم الزاهية .. لا تتنكر لأساتذة المجال ورفقاء الفن أو المهنة الذين منحوك أوقاتهم الثمينة وأذهانهم الفريدة وسواعدهم القوية .. ولا تجحد أبداً دعم وطنك الكبير الذي منحك الفرص تلو الفرص والتي لاتقدر بثمن لتحقق الإنجازات العظيمة.
د. سلطان الشبير
مشرف مجموعة الدعم النفسي والاجتماعي
twitter: @sultanalshubair