بلدة طيبة
أتذكر مشاعري حين وصلتني رسالة #عودة_آمنة حين كنتُ أدرس بالخارج قبل عامين وكأنها بالأمس..
أتذكر تلك الابتسامات اللاإرادية وأنا أحزم أمتعتي للعودة..
أتذكر تلك الطمأنينة التي حلّت على قلبي حين رأيت الطائرة السعودية حينها..
أتذكر تلك الدموع التي انسكبت من عيناي حين سمعت “وطني الحبيب” على متن الطائرة..
أتذكر كيف قفّ شعر جسمي بعد الحمدلله حين وصلت المطار ورأيت الموظفين بثيابهم وأشمغتهم..
أتذكر تلك السجدة التي سجدتها حين خرجت من المطار واستنشقت ذلك الهواء الذي اتسع به صدري..
لماذا كلّ ذلك الحنين والحب للوطن؟
لماذا نحب وطننا؟
لماذا يحب أي إنسان وطنه على أيّة حال؟
حتى نبيّنا الكريم صلّى الله عليه وآله وسلّم حين غادر موطنه قال:
“ما أطيبك وأحبك إليّ، ولولا أن قومك أخرجوني منك ما سكنت غيرك”
ألهذه الدرجة حب الوطن مغروس بأعماق الانسان؟
لا أعلم الإجابة..
ولكنّي أعلم أنّنا نحب وطننا بشدة..
ربما يعتقد البعض أن هذه مثاليات لا معنى لها..
هذا لأن من يعيش النعمة قد لا يشعر بها بالضرورة..
أو قد يشعر بها مؤقتًا ثم يتبلّد شعوره بها..
ولهذا لا يشعر الانسان أحيانًا بقيمة النعمة إلا حين يفقدها..
لهذا ذكرتُ قصتي في بداية المقال..
كنتُ في بلاد الغربة مدةً كافية كي أتذكر نعمة الوطن..
كلّ إنسان يحب وطنه بالفطرة، فكيف إذا كان ذلك الوطن معطاء يعطي عطاءًا لا منتهي؟
كيف إذا كان ذلك الوطن يشعرك بالخجل لكثرة خيره عليك وعلى من حولك؟
كيف إذا كان ذلك الوطن هو المملكة العربية السعودية؟
“وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ”
.
.
.
حسين العوفي
@HussainAloufi