عندما مشيت
عندما مشيت، تمكّنت من الوصول إلى فكرة القصة أخيرًا!
قبل عدّة أشهر، كنتُ مشاركًا في برنامج مسك لكتابة السيناريو مع المخرج رائد السماري، والذي استفدتُ منه استفادة فارقة في مجال كتابة السيناريو، وتحديدًا كتابة شخصيات واقعية ومتسقة خلال القصة..
أصبحتُ في أحد الأيام حين انتصف البرنامج وإذا بي لا أملك فكرة عن ماذا سأكتب.. شعرتُ بالإحباط حينها. وكعادتي السيئة، يسيطر علي الغضب في ذلك النّوع من التعقيد.. ولكنّي قرّرتُ حينها أن أفرّغ طاقة الغضب السلبية تلك في المشي..
بدأتُ بالمشي في كورنيش الخبر محاولًا تجميع شتات أفكاري.. أمشي وكلّي إحباط لعدم خروج أية فكرة صلبة من رأسي.. كلها بعثرات غير المتّسقة من هنا وهناك..
فقرّرتُ حينها أن أمشي فقط.. أمشي دون هدف.. أمشي إلى أي مكان تأخذه إليّ قدماي..
بدأت نفسي تهدأ تدريجيًّا.. بدأ الصراخ في داخل عقلي يخفت.. بدأ الثقل في صدري يخف واستطعتُ أن آخذ نفسًا عميقًا أخيرًا..
وبعد زفرات قليلة، وجدتها.. وجدتُ الفكرة التي كنتُ أبحث عنها..
ما الذي حصل؟
كثير ما نسمع عن فوائد المشي الجسدية والنفسية، وللإعلامي الدكتور أحمد العرفج النصيب الكبير في الحديث عنها في كتابه “يوميات مع المشي والخطوات”، وفي فقرته الخاصة “المشي مع العرفج” من برنامج “يا هلا بالعرفج” الأسبوعي على قناة روتانا الخليجية..
لستُ هنا لكي أكرّر ما تعرفونه جيّدًا..
إنّما هو تأكيد ما هو معروف.. وأردتُ أن أحكي تجربتي مع المشي..
عندما مشيت، تمكّنت من الوصول إلى فكرة القصة أخيرًا!
عندما مشيت، تفجّرت الأفكار في رأسي واستطعتُ حل العقدة..
وإلى الآن..
عندما أمشي، تنتظم كل الخيوط المتشابكة والمتشاكسة في رأسي وتشكّل أوتارًا متوازية تصدر النّغم الجميل..
.
.
.
حسين العوفي
@HussainAloufi