امتيازات غير عادلة
ما هي المزايا الغير عادلة؟
كل امتياز أو هبة يتحصّل عليه الانسان من غير جهد يُعتَبر امتياز غير عادل..
هذا ما تحدّث عنه كتاب The Unfair Advantage by Ash Ali and Hasan Kubba والذي يتحدّث عن استغلال “مزايانا الغير عادلة” للنّجاح العملي..
يقسّم الكتاب المزايا الغير عادلة إلى خمسة أنواع: المال، الذكاء الطبيعي، المكان، التعليم، والمكانة..
حين يُولد الانسان من عائلة غنية، تلك هبة من الله لم يختر أن يعمل من أجلها..
حين يُولد الانسان بمستوى ذكاء فطري عالي، تلك عطية إلهية أخرى..
حين يُولد الانسان في مكان مليء بالفرص والامتيازات كبلدنا الكريم أو أحد دول العشرين، وحين يحظى على التعليم الجيّد بفضل المال والمكان، تلك هدايا ربّانية أتت إليه مع الولادة..
حين يُولد الانسان من عائلة ملكية أو مكانة اجتماعية رفيعة في مجتمعه، تلك لم تكن اختيارًا..
والآن، ماذا يفعل الانسان بالمزايا إن توفّر على واحدة منها أو أكثر؟
تجد بعض الأشخاص يسيء استخدام تلك المزايا لعدم تقديره لها..
وقد يستحيي البعض الآخر ولا يستغلها ابتعادًا عن نظرات الآخرين وحكمهم عليه..
وهنا يأتي الكتاب ويعيد توجيه النظر إلى تلك المزايا..
بدلًا من استغلالها الاستغلال السيء أو الاستحياء منها، ماذا عن استثمارها؟
تلك المزايا الغير عادلة هي نقاط قوّة للإنسان، ولا يجب أن يحرم نفسه وغيره منها..
“لا ترفس النّعمة” بل استغلّها للوصول للنجاح أو مساعدة الآخرين..
كثير من النّاجحين نجحوا بسبب استغلال نقاط القوّة عندهم.. والأمثلة كثيرة يمكن للجميع البحث عنها..
إضافةً إلى النجاح على الصعيد الشخصي، يمكن استغلال تلك المزايا لمساعدة الآخرين أيضًا..
في المرحلة الثانوية، كنّا نذهب إلى المدرسة ونعود مشيًا على الأقدام، وكان لدى أحد أصدقائنا مزيّة السائق الخاص والذي كان يستحي منها لدرجة أنّه يفضّل العودة معنا مشيًا على الأقدام بدلًا من طلب السائق..
ماذا لو استغل صديقنا تلك المزية وبدأ بتوصيل بعض أصحاب الأمراض من أصدقائنا معه؟
القائمة تطول في استغلال المزايا الغير عادلة على أيّة حال..
وفي حالنا على الأقل، نسأل الله أن يديم علينا تلك النعم المُهداة إلينا دون اختيارٍ منّا وأن يوفّقنا في استغلالها الاستغلال الحسن..
.
.
.
حسين العوفي
@HussainAloufi
مصادر
What Makes People Successful؟
https://www.youtube.com/watch?v=RGbCR_pq4_A&ab_channel=AliAbdaal