HussainAloufi 

حكمة المُتألّم

صباحيات الواتساب..

هوامش على أحاديث نبوية..

حكمة من الإمام علي عليه السلام..

أستقبل الكثير من هذه وتلك خلال الأسبوع، إضافةً إلى المحتوى الذي استهلكه في وسائل التواصل الاجتماعي، وليس لدي شك أنّكم كذلك أيضًا..

قبل عدة أسابيع، استيقظت في يوم جمعة على هجوم صباحيات الواتساب المُطعّمة بالحكم والمواعظ وتباريك الجمعة المعتادة التي بطبيعة الحال لم أكن مخصوص بها، وإنّما هي هجوم تكتيكي من مرسلي تلك الرسائل إلى ضحايا قوائمهم المرسلة.

أثناء إزالتي لتلك الإشعارات على عجالة دون أن أقرأها كعادتي، توقّفتُ قليلًا عند مقطع فيديو لموعظة للشيخ صالح المغامسي وقد أحدث الأثر بصدري.

توقّفتُ في تلك اللحظة عن إزالة تلك الإشعارات بلا مبالاة وبدأت أقرأ الواحدة تلو الأخرى..

لكنّي عدتُ للامبالاة من جديد..

تساءلتُ حينها، لماذا تأثرتُ في مقطع الشيخ المغامسي دون بقية المواعظ التي كانت تنهال على جوّالي؟

ذكرتُ في مقالي السابق “حين يكون العمل حقيقيًّا جدًّا” أنّ الأعمال الفنّية من روايات وغيرها حين تكون نابعة من مشاعر المؤلف أو الكاتب فإن صداها يشع وتُوقِع الأثر في قلب المتلقّي لها.

أريد أن أسقط فكرة ذلك المقال على المواعظ والحكم التي نسمعها من حولنا.

لماذا نسمع الكثير ولا نتأثّر إلا بالقليل؟

حين تفكّرت قليلًا في تلك اللحظة، وجدتُ أنّ مقطع الشيخ المغامسي يختلف عن بقية المنشورات التي قرأتها بعده.

ما كان يميّز مقطع الشيخ المغامسي هو أنّ الشيخ نفسه كان يتحدّث الموعظة عن تجربة مؤلمة خاضها، فخرجت الموعظة من ينبوع ألمه ذاك حقيقيّةً جدًّا حتى وقع وقعها في صدري.

أمّا بقيّة ما قرأته، كانت قوالب جميلة من حكم ومواعظ دون عمق شديد خلف تلك القوالب..

لم تكن تلك المواعظ تخرج من أفواه الحكماء أو المجرّبين أو المتألّمين، بل كانت كما وصفت مجرّد هجوم من قوائم الإرسال..

لذلك نتأثّر حين نسمع الحكمة من المتألّمين أكثر، حين نسمع الموعظة من الشيخ الذي عاشها، حين نسمع الأمثال ممن توصّل إليها بعد تجربة الحياة..

نسمع في الأمثال الصوفية أن الأب حين يكون صالحًا فإنّه في بعض الأحيان لا يحتاج إلى الكلام ولا الأفعال ليربّى أبناءه..

تجده يربّي بنظرات عينيه..

كذلك حين نسمع موعظة نبوية من شخص خاض غمار الحياة ومرّ بالكثير من الألم، تجدها تخرج من فمه كالشعاع يوقع الأثر فينا..

.

.

.

حسين العوفي

@HussainAloufi

مصادر

حين يكون العمل حقيقيًّا جدًّا

https://saudiusanews.org/?p=8741