لماذا لم أنجز الكثير في 2021؟
ذكرتُ في مقالي “أهداف العام القادم” الذي نشرته في مثل هذا اليوم من عام الجائحة أنّ هناك “الكثير من النّماذج الكلاسيكية” لكيفية التخطيط لأهدافك أو كيفية إدارتك لوقتك، وذكرتُ فيها أيضاً بعض الكلمات المفتاحية الهامة لتوصلك إلى تلك النماذج.
أليس هذا كافياً؟ ماذا هناك ليُقَال غير ذلك؟
في الحقيقة، تنظيم الوقت وصناعة النموذج لتحديد الهدف والطريق إليه ليست بعملية واحدة يكفي أن نجلس من أجلها جلسة واحدة ثم ننطلق.
نحنُ أعلم بأنفسنا البشرية وحدود ضعفها.
نحنُ لسنا آلات تبرمجها ثم تقوم بالعمل دون توقّف.
وليس هذا بجديد، أضحك دائماً عندما أراجع ما أنجزته من خططي نهاية كل عام واكتشف أنّي لم أنجز سوى نصفها أو أقل من النصف حتى.
لماذا هذا الكسل؟
ليس كسلاً بالضرورة عند الجميع..
قد يعود السبب في كثير من الأحيان إلى سوء التوقّعات..
يتخيل الإنسان حين يضع أهدافه أفضل السيناريوهات ويضع خطّته بناءًا على حالته المثالية ويغفل عن الوحوش الآكلة للأوقات والتي لكل منّا نصيب منها.. وقد لا يعلم في أحيان كثيرة مكمن نقاط الضعف..
إذاً، ليس عيبًا أن يفشل الإنسان في تحقيق جميع أهدافه، بل من الضروري أن يعاود الانسان مراجعة ما خططه طوال العام ليحدّد ما هو الأهم ويتخلّى عن الباقي..
حسنًا..
ولكن..
أليس هناك طريقة لوضع أهداف معقولة يمكن تحقيقها خلال العام وتناسب قدراتنا؟
أزعم أنّه نعم..
حين يُعطي الانسان نفسه فترة كافية للتخطيط من أجل أهدافه السنوية، حينها فقط يمكنه أن يحققها..
وماذا يعني ذلك؟
عند التخطيط للعام الجديد في صباح يوم الجمعة من عطلة نهاية الأسبوع نكون ممتلئين بالأمل والحيوية ونرفع السقف على أنفسنا كثيرًا، بينما التخطيط في نهاية يوم الاثنين حين نكون مُنهكين من أعمالنا ونضع خططًا أقل من قدراتنا الحقيقية وهكذا..
إذًا اتضحت الصورة الآن..
الحكمة من إعطاء الانسان نفسه فترة كافية للتخطيط هي أن يُعطي لنفسه فرصة أن يعود إلى تلك الخطة قبل تنفيذها مرارًا وتكرارًا في حالات عاطفية ونفسية متعدّدة حتى يتبيّن له ما هو واقعيّ التنفيذ من غيره..
إذًا فالتخطيط الجيّد هو التخطيط المتأنّي، فلا يُعقل أن يخطط الانسان في جلسة واحدة ما سيقوم به في سنة كاملة..
وفي الختام..
أتمنّى لكم عاماً جديدًا مليئًا بالإنجاز والخير والبركة وأسأل الله أن يحفظكم جميعًا ومن تحبون في هذا العام وفي كل العام..
.
.
.
حسين العوفي
@HussainAloufi
مصادر
أهداف العام القادم
https://saudiusanews.org/?p=8298