الكتاب الذي ألّفه الملك سلمان بن عبدالعزيز
لا أخفيكم سرّاً..
اليوم الوطني السّعودي من أكثر الأيام حيرةً بالنسبة لي..
في كل عام يصادف هذا اليوم، ابدأ بالتفكّر عن ماذا اكتب.. ماذا انشر.. ما الرسالة التي أوصلها في هذا العام عن الوطن..
أُحِبّ هذا الوطن كثيراً.. كثيراً جدّاً..
أتفكّر أحياناً في اللطف الإلهي والنّعمة الجليلة التي أنعمني الله بها حيث جعلني أُولد هنا..
لم أختر أن أكون سعوديّاً.. فقط وُلِدتُ هنا..
إنّها في نظري نعمة عظيمة وجليلة.. ومسؤولية أيضاً..
قد استمر في الكلام والفضفضة لكم عن مشاعري تجاه هذا اليوم لكنّي سأنحرف عن موضوع مقالي إن فعلتُ ذلك..
قبل عدّة أشهر.. حمّلتُ كتاباً مجّانيّاً من موقع دارة الملك عبدالعزيز (سأضع رابطه في المصادر في الأسفل) بعنوان “ملامح إنسانية من سيرة الملك عبدالعزيز”.. ما شدّني في هذا الكتاب وجعلني اقرأه هو مؤلّف الكتاب..
سلمان بن عبدالعزيز آل سعود..
أصل هذا الكتاب هو محاضرة ألقاها الملك سلمان الأمير آنذاك في عام ٢٠٠٨ في جامعة أم القرى.. بعد ذلك قامت دارة الملك عبدالعزيز بطباعة تلك المحاضرة كاملة متضمنّةً المداخلات في هذا الكتاب كي تعمّ الفائدة..
بالطّبع، إدراك أنّ مؤلف الكتاب هو ملك بلادي سببٌ كافٍ ليشعل فيّ الفضول لقراءته ومعرفة منطقه وقراءة شخصيّته بين الحروف..
ذلك السبب ومعرفتي أنّ الملك سلمان بن عبدالعزيز هو الشخص المناسب لمحتوى هذا الكتاب سببٌ آخر لتحميلي الكتاب..
الملك سلمان أثرى الكتاب بمحتوى نوعي في التوثيق التاريخي لا لكونه ابن الملك المؤسّس فحسب، بل لعلمي بعد مشاهدة عدّة لقاءات له حين كان أميراً بأنّه واسع الاطّلاع في تاريخ الجزيرة وذو ذاكرة قوية جعلته بارعاً في علم الأنساب فضلاً عن كونه شاهد عيان لموضوعات الكتاب أيضاً..
وأمّا عن محتوى الكتاب، فهو كما ذكرتُ سلفاً يتحدّث عن توثيق تاريخي لمواقف بسيطة وأحداث إنسانية في حياة الملك عبدالعزيز رحمه الله، والذي كما قال عنه الملك سلمان بأنّه “كسائر الشخصيّات التاريخية القديمة والحديثة لا يزال يحظى بالاهتمام والدراسة والبحث” إلى يومنا هذا..
من الأمور التي شدّتني كثيراً في هذا الكتاب هو ذكر الملك سلمان لعمر بلادنا..
كلّنا نعرف أنّه يصادف في هذه السنة اليوم الوطني الواحد والتّسعين لهذه البلاد الكريمة.. ولكنّي سمعتُ في أكثر من لقاء لولي العهد الأمير محمد بن سلمان رقماً آخر يعتبره بذات الأهمية..
كان يقول الأمير بأنّ بلادنا لها عمق تاريخي يعود لأكثر من مئتي عام..
لم تحظَ تلك الجملة على اهتمامي آنذاك حتى قرأتُ ما قاله الملك سلمان في كتابه عن عمر بلادنا:
“تأسّست الدولة السعودية منذ أكثر من ٢٧٠ سنة عندما تبايع الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب…”
نعم.. لبلادنا عمق تاريخي يعود إلى قرنين من الزّمن.. لسنا دولة وليدة الأمس..
في الكتاب الكثير من الحكايا والاقتباسات للملك المؤسّس التي شدّتني وتأثّرتُ بها..
سأسرد لكم حكاية واحدة من هذا الكتاب وأترك البقيّة لمن هو مهتم بقراءة الكتاب وتحمليه من موقع الدارة:
كان الملك عبدالعزيز يحب العطاء الكثير وكان معروفاً بالكرم، فانضم بذلك إلى الكرماء من الملوك..
وفي يوم من أيّام العشر الأواخر من رمضان، وبينما كان يحسن إلى الضعفاء والفقراء، كانت هناك امرأة عجوز من أسرة يعرفها وقد حصل له موقف معها تذكّره بعد ذلك حين أتته الإجابة..
يحكي الملك عبدالعزيز ذلك الموقف:
زودتُ لها (أي المرأة العجوز) حاجتها، وأعطيتها مبلغاً من المال، فأمسكت بي والدنيا ظلام، وقالت:
من أنت؟
لم أقل لها شيئاً، لأنّي لا أريد أن تعرفني..
قالت: أنت عبدالعزيز؟
قلت لها: نعم أنا عبدالعزيز..
فاستقبلت القبلة وفتحت جيبها وقالت لي: قل آمين.. إن الله يفتح لك خزائن الأرض..
وبعد أن ظهر الزيت عندنا عرفت أن هذا هو خزائن الأرض..
….
وفي نهاية المقال أسأل الله أن يحفظ هذا البلد الكريم وأن يزيده بهاءاً وازدهاراً..
.
.
.
حسين العوفي
@HussainAloufi
مصادر
لتحميل الكتاب:
ملامح إنسانية من سيرة الملك عبدالعزيز
تعرف على الكتاب الذي ألفه الملك سلمان بن عبدالعزيز عندما كان أميرًا للرياض؟