بسم الله الرحمن الرحيم
فراشة الربيع ماتت:
يا أيها البشر المغلوب على امركم، لا تملكون في هذه الحياة سوى أياما معدودة في ساعة الزمن، من شاء ان يكون في إطار الزمن عليه ان يسابقه بالبذل، ومن شاء ان يكون على الهامش فلا تذكره ساعة الزمن.
مطبخ الحياة بمقاديرها قدر الله وعليك الاختيار فيما تقدم وعليك الانتظار والصبر بما ترجوه فلا يغلب طموح مجتهد ولا سعي مثابر ولا روح محاربة، تذكر أن خطابي هذا ليس احباط، بل تنويه للغافل وتشجيع للمتكاسل ان لم تدرك الوقت بما تريد ذهب عنك ما تريد لان عناوين الأمس تختلف عن اليوم والذي تستطيع ان تقدمه بالماضي لربما يعسر عليك تقديمه بالمستقبل فلا تنتظر دون حراك ولا استشعار لثورة الوقت عليك.
الحياة حرباء متلونة والبشر بها متلونين بين ناجح اجتهد ونال وربما لم يصل الى هدفه لكنه تعلم الخبرة وفاشل لم يعرف ما هو هدفه بالأصل، ليعلم القارئ ان مذاق الحياة هو ان ترى الوانها جميعا وتعيي بها جيدا في حين ان الحياة لا ترى لك الا لون واحد وهو عدم الاستسلام فيما ترغب، هنيئا لمن لديه شغف في رسم مستقبله ومجال عمله، مبارك لمن صارح نفسه بخطاه وتعلم، وتغبط هذه الأرواح لان سعة الذكريات في حكم الزمن لها دائما متاح اما شهادة واما مرتبة وظيفية واما موظف مثالي او حتى اكتساب معلومة او تعلم حرفة او غيرها من الأشياء التي تصنع بها حقيقة نفسك أمام المرآة وأمام غيرك لتتميز عنهم وتبرهن ان لون النجاح الأخضر لا يرى في الصيف.
فراشة الربيع ماتت من ينقذها؟
لك الخيال ولي المقال.
والاهم ان تعرف من أنت؟ ولماذا أنت هنا؟ إن سألك أحدهم.
يسألك أحدهم: هل فعلا فراشة الربيع ماتت؟