أين ترى نفسك بعد خمس سنين من الان؟
رآني أحدهم وانا في الصف الثالث الثانوي مراهق واثق من نفسه ومتعجرف قليلاً.. فسألني هذا السؤال الذي لا اعلم اجابته...
فنظرت اليه نظرة ذهول وعُقد لساني فلم أستطع إيجاد إجابة لسؤاله الغريب هذا...!
وأخبرني: ” كيف ستنجح في حياتك وانت لا تعلم اين ستكون بعد خمس سنين من الأن؟ ”
مضت الأيام والتحقت بالجامعة وكنت لا أرى نفسي بتاتاً في أي من التخصصات المتاحة امامي، فوالدي يريدني صيدلاني..
ووالدتي تريدني طبيب أسنان ومن فضل الله علي أن معدلي كان يؤهلني لدخول التخصصين، ولكن اخترت نظم المعلومات
في كلية الحاسب الآلي…
ومضت سنتين من دراستي.. الى أن رأيت برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي (وظيفتك وبعثتك)..
فتقدمت للبرنامج على امل القبول وكانت المقاعد محدودة جداً لدرجة تركيزي الكامل على جامعتي والدعاء من حين لآخر أن اقبل في ظل هذه المنافسة.. بعد أكثر من تسعة أشهر آتتني رسالة: تم قبولك في برنامج الابتعاث…!
بعد الاستخارة قدمت أوراق اخلاء طرف للجامعة وتركت كل شيء خلفي…
بعد مضي أكثر من عاميين لي في الولايات المتحدة الأمريكية اود أن أخبر هذا الشخص بأنّي لهذه اللحظة لا اعلم أين سأكون بعد خمس سنوات من الأن… فأقدار الله تأخذنا لما فيه الخير لنا دائماً…!
وكما تعلمنا من القرآن بأنّ التغيير لا يحدث بمحض الصدفة… بل مرتبط بقراراتنا ويبدأ دائماً من الداخل…
قوله تعالى: “إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ “{الرعد:11}
حياتنا واقدارنا قد تتغير في أي لحظة بتوفيق من الله او بر الوالدين او صدقة لم نلقي لها بال…
فالحمدلله دائماً وابدًا على كل نعمه، فبعد توفيق الله عز وجل ودعم حكومتنا الرشيدة لمستقبل أبنائها وبناتها …
ها انا ادرس شغفي صيانة الطائرات في الولايات المتحدة الأمريكية… ولم أرى نفسي ابدًا هنا قبل خمس سنوات من الأن…
فأقدار الله هي الخير دائما.
.
.
.
عبدالمحسن الأحمدي
@muhsen_1