الكتابة الأكاديمية هي الجزء الثابت والفعال في الجامعات الأمريكية ومما لا شك فيه أنه لا بد من أن يواجه الطالب صعوبات وتحديات أثناء الكتابة ويصعب هذا التحدي عندما تكون الكتابة الأكاديمية في لغة وثقافة مختلفة وهذا أكثر ما يعاني منه الطلاب الدوليين في أمريكا، فأثناء الدراسة الجامعية يكلف الطالب بكتابة مقالات أو ملخصات أو أبحاث تتطلب من الطالب البحث والاستشهاد من مصادر مختلفة تتضمن أقوال وأفكار الآخرين، فهذا أكثر ما يوقع الطالب في مشاكل قانونية لأنه لا يستشهد بالمصادر التي اقتبس منها أو أنه ينسب الأقوال والاجتهادات لنفسه وهذا أمر محظور في الجامعات الأمريكية لأنه ارتكبت سرقة أدبية يعاقب عليها القانون.
عندما تقوم بإسناد أفكار وأعمال غيرك لنفسك؛ فأنت توقع نفسك في عقوبة لن تتعاطف معك فيها الجامعات الأمريكية وستقوم باتخاذ العقوبات اللازمة بحقك وهذا أكثرمايحدث به الطلاب الدوليين في أمريكا، فهناك أنواع للسرقة الأدبية التي يجب على الطالب معرفتها حتى لا يضع نفسه أمام عواقب قانونية تتخذها الجامعة بحقه.
لا بد أن يعي الطالب بأن السرقة الأدبية ليست فقط النسخ واللصق بل إن هناك أنواع عدة للسرقة الأدبية مثل أن تكون بشكل مباشر كإعادة صياغة كتابة أعمال شخص ما دون الاستشهاد بذلك كذكر اسمه مثلاً أو المصدر أو أن يقوم الطالب بمحاولة تغيير الكلمات التي ينقلها من أعمال الغير وينسبها له، أو عندما يقوم بنسخ قول أو إعادة صياغته دون قصداً منه مع ذكر اقتباس غير مناسب.
ومن أهم أنواع السرقة الأدبية التي يجهلها الطالب الدولي وهي السرقة الذاتية، وهذه تعني أن ينسخ الطالب أفكاره السابقة في عمله القديم ويضعها في عمله الجديد، ومثالا على ذلك أن يتكرر عليه سؤال لمرتين ويقوم بنسخ الجواب بنفس أفكاره السابقة. هذا الفعل غير مقبول في الجامعات الأمريكية ويفضل سؤال البروفيسور إن كان مسموحا بذلك أو لا.
هناك عواقب للسرقة الأدبية وتعتمد على سياسة كل جامعة أمريكية ولكن أكثر العقوبات القانونية للسرقة الأدبية هي أن يتم طرد الطالب من الجامعة أو إعطاءه درجات أقل، ولكن على كل حال سوف يعطي الطالب انطباعاً سيئاً عنه لأساتذة الجامعة ويجعلهم يفقدون ثقتهم به لأنه دليل على فشله وقلة جهده في التفكير والتحليل ومحاولة خلق أفكار جديدة له عن طريق السرقة من الغير دون أي احترام للأمانة العلمية أو احترام جهود الغير.
عزيزي الطالب غالبا لا يُطلب منك الاقتباس أو الاستشهاد لأقوال غيرك، لأن البروفيسور يريد أن يرى تعليقك وقولك على ما عرضه عليك حتى يعطيك مساحة للإبحار بعمق بأفكارك مما يساعدك على تطوير مهاراتك كالتفكير الناقد.
لا تعتقد بأن البروفيسور لن يعلم بأنك قمت بالسرقة الأدبية فهناك برامج متطورة تساعدهم على معرفة ذلك، فلا تستهين بالأمر وتفقد تعليمك بسبب جهلك للأنظمة، ومن المهم معرفة طريقة الاقتباسات المطلوبة لكل منهج دراسي أو تخصص معين مثل القانون وغيره، فلابد من سؤال برفسورالمادة عن طرق الاقتباس التي يريدك اتباعها، فغالبا ما يتم وضع إرشادات وتعليمات لمتطلبات المادة حول طريقة الاقتباس.
ختاماً عزيزي الطالب عندما تريد أخذ أي فكرة من غيرك حاول أن تعتاد على الاستناد والاستشهاد بقائل هذه الفكرة المنقولة ووضع المصادر في آخر صفحة من كل مقالة أو بحث مراعياً فيها طرق الاقتباس المطلوبة للمادة حتى لا توقع نفسك في عواقب وخيمة، ولكي لا تفقد ثقة البروفيسور بك؛ حاول السؤال عن كيفية الاقتباس ومدى أهمية الموضوع بالنسبة لك حتى يعوا ويعلموا مدى أمانتك العلمية واهتمامك بعدم سرقة أفكار غيرك