المجتمعات التي لم تكن مولعةً بتتبع أساليب غيرها من المجتمعات الناجحة حققت نجاحاً حضارياً يميزها عن غيرها لسببين:
الأول: أنها آمنت أن طبيعة بنيتها وخبراتها وتجاربها مختلفة عن غيرها من المجتمعات وبالتالي فإن نسخ أساليب نجاح غيرها من المجتمعات لايمكن أن يحقق لها نجاحاً حقيقياً.
الثاني: أنها أدركت أنها تمتلك إرثاً حضارياً يميزها عن غيرها وأن نجاحها يعتمد على الاحتفال بهذا الإرث المميز.
والمتتبع لقصص الناجحين يندهشُ من حجم التشابه بينهم وبين تلك المجتمعات .. فالناجحون يرفضون عادةً أن يكونوا نسخاً لمن سبقهم في النجاح لأنهم وببساطة يُدركون أمرين:
الأولُ: أن تقليد أساليب غيرهم من الناجحين يعني تجاهل مايتميزون به عن غيرهم من الخبرات والتجارب والمهارات.
الثاني: أن صناعة النجاح يقتضي أن يرفضوا أن يكونوا نسخاً لغيرهم وأن يحتفوا بما يملكون من سمات فريدة تُميزهم عن غيرهم.
إذاً صناعة النجاح تقتضي بعد الاستعانة بالله أن نُدركَ أننا صنعةٌ ربانية متفردة عن غيرها بكل ماتملكه من عقل وخبرات وتجارب حياتية فلانقلد أحداً ولانكون نسخةً من أحد .. بل نصنع عاداتنا وأساليبنا الخاصة للنجاح والتي تناسبنا و تراعي شخصياتنا الفريدة.