هل عشتم تلك الحالة المعقدة التي تتبعها مواقف عدة كأنها هُيئت لكم حتى تُنهي بلحظة واحدة معاناةً أثرت عليكم نفسيًا أو معنويًا أو ماديًا؟
فعند البدء بفقدان الأمل؛ تعتري النفس ظلمه حالكة وتبدأ بعدها ظلال الخيبات باسدال ستار الاستسلام على الروح. فتضيق أرض الأمل على صاحبها، وفي محاولة الاستغاثة مع استنشاق آخر نفس؛ تتفجر أسارير السعادة بآخر زفير عائدًا بالفرحة الكبيرة مع أول شهيق تفاؤلي.
– في اللحظة الأخيرة؛ “تتحلحل العقد” التي ظنَّ المرء بأنها لن تكون إلّا أسوأ وأكثر تعقيدًا مع الأيام.
– في اللحظة الأخيرة؛ “ينجح المثابر” الذي شق طريقه بلا كلل وملل أو شكوى في آخر محاولة بعدما ظنَّ بأن الفشل سيصبح رفيقه.
– في اللحظة الأخير؛ “تنجلي الغُمَّة” التي ظنَّ قلبًا أتعبته بأنها ستعتم عليه صفو حياته.
– في اللحظة الأخيرة؛ “تنتهي الأحزان” التي عاصرتها روحًا لفتراتٍ طوال حتى أنها خشيت من أن تُلازمها لعمرٍ آخر في حياةٍ أخرى.
– في اللحظة الأخيرة؛ “تتلاشى الاحباطات” التي سيطرت على أي قرار وأتلفت كل علاقة تربطنا مع الآخرين.
– في اللحظة الأخيرة؛ “تعود الودائع” التي ظنَّ صاحبها بأنه أضاعها مع مرور الأيام.
– في اللحظة الأخيرة؛ “تظهر الحقائق” كإشراقة الشمس في قلب السماء بساعات الصباح الأولى، وما تم انكاره عمرًا كاملًا أصبح جليًا أمام الملأ.
– في اللحظة الأخيرة؛ “تتخطى المحن” المقيمة في قلبك والمتمكنة من كل أسباب سعادتك حتى آمنت بأنها دائمة، لكن مع الانفراج الأخير غدت ماضيًا لا مكان له في حاضرك.
– وفي اللحظة الأخيرة؛ “يفوز الصبر” بعد عمرٍ طويل اُجبرت فيه ذاتًا على العمل فيما تكرهه وعاشت فيه أو تنازلت عنه مُكرهه.
.. فأبطال اللحظات الأخيرة ..
أصحاب همم كبيرة وقلوب مؤمنة كانت ومازالت حتى في آخر رمق لها تناضل باحثةً عن بريق أمل علَّه ينتشلها من الغرق في بحار الاستسلام؛ وكل ذلك كان من سماتهم لأن الإيمان بالنجاة ينبض في قلوبهم ويُسيَّر نواياهم نحو كل امر ايجابي رغم إحاطة حياتهم بكل ما هو سلبي.
أيها القُرَّاء؛ حدثونا كم مرة بحياتكم تُوجتم أبطالًا في لحظات الاستسلام الأخيرة؟
هاجر هوساوي
HajarHawsawi@