أحد الزملاء كان موفدا للعمل في الأكاديمية السعودية في برلين أراد شراء سيارة مستعيناً بمترجم عربي ، إلا أن البائع الألماني العجوز رفض أن يبيعه سيارة لأنه لا يتكلم الألمانية.
مهما كان الدافع وراء هذا الموقف فإنه يدل على اهتمام الناس بلغتهم و المحافظة عليها لأنها عنوان هويتهم ووعاء ثقافتهم .
سأتحدث عما أستطيع أن أسميه (ظاهرة) في كثير من القنوات العربية (والعربية جدا).
هذه الظاهرة تتمثل في استخدام اللهجة العامية ، بل والمناطقية ، وأحيانا(الشوارعية) – إن صح التعبير – و بشكل أخشى أن يكون مقصودا و ممنهجا.
المؤلم أن هناك قنوات كانت مغمورة ولا يشاهدها إلا ( المغصوبون )عندما بذلت بعض الجهود لتطوير أدائها – حسب زعمها – لم تجعل من ضمن تطورها الاهتمام باللغة ، فاستقطبت من عثا في اللغة فسادا، و أشبعها لحنا، و طحنا ، فرفع المخفوض و نصب المرفوع ، بل و خلط بين العربية و غيرها .
إن الاتساع و التنوع الذي تتميز به العربية لا يعفي من يعتلي منبرا إعلاميا من العبث و الانحطاط اللغوي ، بل يحفز على إتقان التحدث – على الأقل – بلسان عربي مبين ، مع بذل الجهد اللازم لإتقان القواعد و التمرن على الأداء فيصيب الحسنيين ( رسالة سامية ، و لغة راقية )
فيكثر مشاهدوه ، و تنتشر برامجه ، وتصل رسالته ، وتتحقق أهدافه .
فتأثير الإعلام -كما تعرفون -كبير جدا على المتلقي ، و خاصة النشء .
قبل عقد من الزمن أو أكثر انتشرت أشرطة كاسيت و فيديو تقدم أناشيد للأطفال بلغة عربية فصيحة و بسيطة كان لها أبلغ الأثر في تقويم ألسنة الأطفال – و بعض الكبار – فكنت تسمع الطفل قبل مرحلة المدرسة يردد تلك الأناشيد بلغة فصيحة وبثقة و سعادة .
وتلا ذلك بث بعض القنوات لبرامج الأطفال باللغة العربية فأثر ذلك إيجابا، وكنت ترى الطفل يلعب بألعابه، أو مع أقرانه متحدثا بالعربية الفصحى بتلقائية ، حتى أتى ما يزاحم تلك القنوات من الغثاء على مستوى المحتوى و اللغة.
إن ما يقترف بحق لغتنا العربية من ذنوب-لا تغتفر – كثير جداً ، وقد تطرق له الآلاف من الغيورين ، إلا أنني رأيت من واجبي تسليط الضوء على هذه الزاوية المظلمة لعل الله أن يقيض لها من لديه القدرة على تغيير هذا التشوه اللغوي القبيح.
إن التقدم والتطور لا يعني التخلي عن لغتنا وهويتنا وثقافتنا والذوبان في الآخر ، فلا تضاد بين المحافظة على الدين والثقافة والتراث وبين التطور واللحاق بركب الحضارة ، واللغة هي الركن الركين للحفاظ على ما سبق ذكره ،
وكل عام وأنتم بخير.
لافض فوك ومات شانؤك ، البعض يعتقد أن التطور في التخلي عن اللغة العربية والعكس صحيح بل هي اللغة الخالدة واللغة القديمة الباقية ويكفينا أنها لغة القران ولغة أهل الجنة .
التعليقات 4
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
أبولميس
28/07/2020 في 7:35 م[-7] رابط التعليق
لافض فوك ومات شانؤك ، البعض يعتقد أن التطور في التخلي عن اللغة العربية والعكس صحيح بل هي اللغة الخالدة واللغة القديمة الباقية ويكفينا أنها لغة القران ولغة أهل الجنة .
عبدالكريم الزهراني
28/07/2020 في 8:06 م[-7] رابط التعليق
شكرا لمرورك العطر .تعليقك دليل وعيك وغيرتك على لغة القرآن .
Nn
30/07/2020 في 5:35 م[-7] رابط التعليق
يتفلسف عن اللغه وهو مبتعث يدرس لغه غير العربيه … تناقض
عبدالكريم الزهراني
31/07/2020 في 12:44 ص[-7] رابط التعليق
عندك ثلاثة أخطاء في تعليقك