بقلم/ ساره بشاوري
عندما أتذكر مواقف وتجارب الحياة التي مررت بها أجد أني أدركت مع مرور الوقت أن كل تجربة مررت بها سواء كانت سيئة أم حسنة لم يكن حقا المغزى منها هو معرفة ما إذا كانت جيدة أم لا. و لكن المغزى الحقيقي منها هو نظرتي و تحليلي لهذه المواقف.
مواقف الحياة..نحن من نحدد إدراكنا لها و فهمنا لأنفسنا وللحياة.
تجارب مختلفة..نحاول أن نخرج منها بحل و درس تعلمناه.
إن الجميع اليوم يمر بظروف متشابهة لكن الاختلاف هو نظرتنا و إدراكنا لهذه الظروف، و أن تعرف كيف تكسب نفسك و تكون هذه المواقف تجارب نجاح.
أحيانا أقول أنني تمنيت لو أن أحد اخبرني وعلمني هذه الدروس.
لكنني في الحقيقة لم أكن لأخرج بشيء ولم أكن لأتعلم قيمة ما مررت به.
كلما أنظر للخلف قليلاً أقول لنفسي “يا الله كم كانت هذه التجربة عظيمة”. لم أدرك ذلك وقتها لأن كل ما أردته هو الخروج منها مضطرة للمرور بعقباتها دون أن أؤذي نفسي والآخرين.
أنظر لنفسي، أنظر لنفسك… أقول عني و عن كل من مر بتحديات “أنت شخص عظيم”، لقد تخطيت كل ذلك الآن.
إذا كنا نرغب بتغيير حياتنا فالإجابة ليست الظروف.. ليس المال .. ليس المكان
بل تغيير طريقة تفكيرنا والطريقة التي نرى بها الأمور.
كيف؟
عندما نعي أننا نحن فقط المسؤولون عن حياتنا وليس أحد آخر…بتفكيرنا هل في كل مرة أواجه شيء جديد تماماً لا أعرفه، سأتحطم و أخفق؟ أم أبحث و أسعى و أستمر حتى أصل لنتيجة قريبة للأفضل أو نتيجة مريحة لذاتي.
مواقف الحياة..
مع الناس
هناك من يلوم الآخرين على تعثره
قد نكتشف وجود شخص سلبي بحياتنا أو شخص دائما إذا حدث أمر سعيد أو إنجاز فلابد أن يبحث عن جانب سلبي…
فنحن من نتحكم كيف تؤثر المواقف على فكرنا ومشاعرنا!.. صح
ماذا سنفعل؟
اعزل عقلك من أن يتأثر بهم, و ان لم تستطع حاول أن تبتعد عنهم و لتكن علاقتك سطحيه معهم.
هناك أيضاً من يقارن نفسه بالآخرين
ونحن على علم بداخلنا أن الله خلقنا مختلفين, فأنت تملك صفات لا يملكها من حولك
و هم كذلك.. يمتلكون صفات مختلفة عنك
قد نرى أن لديهم مهارات و صفات نرغب بأن نطورها في أنفسنا ..
والمقارنة الحقيقية هي أن تقارن نفسك بنفسك، كيف كنت بالأمس،، و أين أصبحت اليوم ..
هناك من يظن أن مزاجه السيء نتيجة لحالة الطقس
و هناك أسباب كثير نربطها بتفكيرنا بأفكار سلبية وهي حقيقةً ليس لها أي صلة و لا أي منطق ببعض.
فقط قدّر ما تملك و تطلع لأن تكون أفضل في كل غد.
تحديات أخرى
المرور بمرض.. جسدي أو نفسي
ضائقة مالية
فصل من وظيفة
وتطول القائمة..
لا بأس أن نتعب، الإنسان لم يخلق كاملاً..
ولكن السعي بفكرنا للأفضل و السعي لأن يكون تفكيرنا هو سبيل العبور من خلال هذه المواقف، يخرج بنا إلى مكان جديد، لايخشى هذه التحديات بل يستخدمها كوسيلة لفكر إيجابي.
ستخبرني أن الموضوع ليس سهلاً، أعلم ذلك و لكن كل ما هو سهل اليوم كان بالأمس صعباً.
و بداية التغيير هي البدء ذاته، بتغيير اتجاهات بوصلة تفكيرنا. كيف نرى المواقف الصعبة كفرص و كيف نرى التحديات الجديدة كسبل للتطوير.
هل نفعل كل مانريد؟ وكل مايخطر على البال؟ في سبيل التغيير. لا بالتأكيد، مهم أن نحرص على أن الخطوة القادمة ستعود بالنفع فلا نؤذي أنفسنا، و لا الآخرين.
و الثقة بالله أولاً و أخيراً أنه سبحانه ما وضعنا في مكان ما وحدث ما إلا لأننا سنخرج منه للأفضل.. في الدنيا و الآخرة.
ولنتذكر مهما ألقت علينا الحياة .. نحن بفكرنا مسؤولون أن نتسجيب بروح مؤمنة و متفاءلة.