من قمم جبال السروات جنوب المملكة تبدأ أحداث هذا الكتاب، عن قرية تتسلل إليها أفكار المدينة. لا أعلم تصنيف هذا الكتاب تحديدًا.. رواية، سيرة ام توثيق تاريخي؟
الحزام ليس عن أحداث تاريخية عظيمة وانتقالات كبرى حدثت مباغتة، وإنما عن التغيّرات الصغيرة التي تسللت في تفاصيل جميلة لتحدث انتقالاتها على هذه القرية، أحداث حقيقية، بطيئة. من عيني صبي صغير يكبر مع كل حدث وانتقاله. يحكي شعوره و منظوره لما يجري، عن أغنيات موسم الزراعة،الشعر، قوس قزح، أول مدرسة، أول مسافر، العاصمة البعيدة، ومصر التي تبعد خطوات عن الصبيان، أول صابون دخل القرية، القهوة، والهال. تفاصيل محبوكة بلغة عذبة جدًا وشاعرية جدًا؛ ربما لطبيعة اللغة الفرنسية التي كُتب بها الكتاب، وربما لأنها تتكلم عن القرية الأغنية.
أبدع أحمد بو دهمان في كل سطر من كتابه الوحيد. كتاب يستحق القراءة بكل تأكيد.
إقتباسات:
“تعرفين يا أمي كم أحب الشعر , وتعرفين أني أحبكِ أكثر من الشعر, لكنّ في هذه الفتاة شيئًا ليس فيك ولا في الشعر. أنا على يقين من أنها هي “قوس قزح” ”
“الشعر وحده أخذ دور الماء ووظيفته، فهو الذي يمنح الكائنات والأشياء لونها. الماء حافظ على طاقة شعرية لا يدركها إلا الشعراء الحقيقيون. خاصّة ذلك الماء الذي في عيوننا والذي يحمل في داخله حقيقتنا بألوانها المتعددة.”
“لكل نشاطٍ في القرية غناؤه الخاص. لا أحد يعمل شيئاً دون أن يغني. كنا نغني لكل شيء. كما لو أنه لا يمكن أن يوجد أو أن ينمو شيء بدون غناء. كنا نغني لترقص الحياة، وهو ما كانت تفعله دائماً”
أنوار توفيق – صحفية سعوديون في أمريكا