تتسلل الأسئلة الوجودية على الدوام، تخرجُ من مخبأها الدفين، ومن مقابرها الموغلة في أعماق الذات. لكن لا بد أن هناك سؤال دائم، متكررٌ في كل حين، يصرخُ بعنادٍ ويرفض السكون. لذلك يحسُّ الإنسان بهذه الصراعات و يتساءل دومًا “أين الطمأنينة التي لا تعرف إلينا طريقًا؟” يدور برأسه حتى يبدأ السؤال رويدًا رويدًا بالتهامه قبل أن يجدها، قضى نحبه هذا السؤال وأفكاره السوداء، أسفي عليه.
لماذا لم يتساءل أحدهم أن من الممكن أن تكون الطمأنينة مزروعةً في الأصل في ذواتنا؟ وليست هناك، ولا في يوم، ولا في ضحكة حبيبٍ أو صديق.. لكننا لم نحسُّ بها لغلبة شعورٍ ما عليها، لم نحسُّ بها لأننا لم نستيقظ كل صباح ونجعل أيدينا تلمسها، تتحسسها، تبتسم لها وترافقها. لذلك غالبًا لا نستشعرها إلا حينما تحنو عليها يدٌ ما، تدنو إليها وتُدللها.
لكن هل جربت مرةً أن تدخل يدك في جيبك وترى ما هناك؟ أن تمدَّ عينيك وترى ما في هذه الروح؟
جرّب ذلك يا صديقي، سيمكنك حينها أن تكون عظيمًا، حين تجد طمأنينتك الخاصة.
ستجد أيامًا كثيرة هانئةً عامرةً بالدفء، لأنك ستكون أنت من يصبو إليها بالطمأنينة، بالمسرات لا أن يمرر أحدهم يده بكامل حنانه فربما ينسى خشونة أطرافه ويخدشك!
– أفياء حسن..
التعليقات 1
Hana
09/07/2020 في 2:35 م[-7] رابط التعليق
سلمتِ وسلم حرفك💜