بحجم الفرحة الكبيرة بعودة #الحياة_الطبيعية نواجه خيبة أمل أكبر من التصرفات الفردية التي أثرت بشكلٍ كبير على الجماعة المحيطة بها. وللأسف ذلك بات يظهر سلوكًا وكأن الفيروس قصة من قصص الماضي المنسية، ونراه أفعالًا وكأن الفيروس لم يصب فيه أحد بمحيطنا الضيق، ونسمعه أقوالًا وكأن الفيروس بالفعل تمت السيطرة عليه مسبقًا، ونلمسه تواصلًا وكأنه لم توضع إجراءات احترازيه ولم تنشر منذ فترة ليست ببسيطة ثقافة التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات والقفازات.
وبقرار العودة التدريجي اغلب الدول راهنت على وعي مواطنيها ولكن بكل جراءه هناك أفرادًا راهنوا على ثقة أوطانهم فيهم ووضعوها على محك الخذلان؛ وكأن البرامج والحملات التوعوية التي بدأت منذ أكثر من ثلاث أشهر عبر وسائل الاتصال التقليدية والحديثة والاجتماعية لم تكن إلّا هباءً نُشر في سويعات معدودة وطواها النسيان
ففي حتمية الواقع الفيروس ستتم السيطرة عليه عاجلًا أم آجلًا أو سينتهي اجتياحه طال وقت بقائه في عالمنا أو قصر وذلك إمّا باعتماد عقار فعّال أو اختفاء أي عامل من عوامل انتشاره أو ظهور عوامل أخرى تساهم في انحساره. لكن بالمقابل هل تم التفكير ولو بلحظة واحدة بالحياة فيما بعد كورونا واخص بذلك حياة الاشخاص الذين اصيبوا به ومن خلالهم اصاب الوباء المقربين منهم. وتمنيًا يا ليت التفكير بحجم الخسارة المعنوية التي ستحلق بالمرء يفوق استهتار البعض بالالتزام بالإجراءات الاحترازية. فالخسارة المادية قد تعوض في يوم من الأيام لكن لو أصيب ثم توفي احدًا بسبب استهتار آخر؛ فكيف سيكون موقفه لاحقًا؟ أو هل فكر بوجه الحياة الذي يعتقد بأنه سيعيشها مستقبلًا وهو حاملًا ذنبًا عظيمًا؟
الحقيقة الدائمة كلنا يقول وبعضنا يعمل وقليلون منا يلتزم حرفيًا بكل ما ينصح به؛ لذلك كونوا من تلك الفئة التي اخذت على عاتقها مهمة نشر الوعي ليسلموا وأسرهم من شر هذا الوباء. فالوعي ليس بكلمات تُردد بلا اقتناع في أذان المستمعين أو تُكتب بساعة صفاء في مواقع التواصل الاجتماعي؛ بل هو أفعالٌ تتعامل على أساسها مع المحيطين بك، وهو أيضًا سلوكياتٌ مرتبطه بيقظة الفرد وتحرُّزه في كل امر يعود عليه بالنفع هو ومن يعول ومرتبطه بإحاطته بأبسط سبل السلامة والوقاية وأيضًا بسعة ادراكه بكل المخاطر التي ستكون حوله وحول محبيه.
الاخوة المتهاونين بالمرض والمستهترين بالإجراءات الاحترازية، والمتحدثين وعيًا وبالمقابل مستهترين سلوكًا، وناشرين المعلومات الخاطئة في برامج التواصل الاجتماعي رفقًا بوطنك وقيادته ورفقًا بالعاملين على سلامتكم ليلًا نهارًا ورفقًا بالملتزمين بالتوصيات الوقائية ولا تكن تلك الأداة التي تهدم من خلالها كل لبنة توعية عملوا عليها جميعًا. لذلك لتتعافى أوطاننا من وطأة الوباء ولنوقف تمدده في مدننا ولنسلم والمقربين منا من الإصابة به ثم لنعبر سويًا لبر أمان السلامة اجعل كل أمر احترازي قرأت عنه أو سمعت به أسلوب حياة وروتينًا لا تتخلى عنه واجعله تلك العادة التي تتصرف على أساسها لا إراديًا.
هاجر بنت عبدالله هوساوي
HajarHawsawi@