لا يعصف بعقولنا إلّا الإحساس بالندم فنصبح ونمسي ونحنُ مكبلين بأمانينا التي دائمًا ما نردد على إثرها:
• ماذا سيحدث لو كانت حقيقة!
• أو ماذا لو لم تكن لنا!
• أو ماذا لو حققناها!
• أو ماذا سيكون حالنا لو لم نفكر بها!
فلا يرهقنا ويزيدنا حيرة من أمرنا إلّا الندم على أمر كان حبًا وواقعًا وبات بسبب خطأ عفوي لا شيء يذكر أو لا يزيدنا اكتئابًا إلّا الندم على ما كان بين أيدينا فأضعناه في زحمة الأولويات سهوًا أو عمدًا.
فتظل عبارة “ماذا لو” تتكرر بصداها (تصدح) داخل البال المنشغل أو الهادئ حتى تخطف روح سعادته.
فعند الخروج لموعد أو مقابلة رسمية ولم تجرِ على هوانا كما أعددنا لها تجدنا منشغلين بالتفاصيل التي جعلتها تنتهي بهذا السوء؛ وسوء تقدير العواقب يجعلنا بحالٍ أسوأ مع مرور الوقت.
وأيضًا لضياع الفرص بالوقت الملائم لها وجعٌ
آخر يعصفُ بالفؤاد ويجعلنا أسرى الإحساس بالندم على ما فات؛ فلا ينتهي هذا الإحساس إلّا وقد انتهت معه طاقتنا التي نفذت من الندب والحسرة على ما كان أو قد يكون لنا. فعبارة “ماذا لو” جارحه بكل حرف فيها وقاتله بكل تفاصيلها التي لا تهدأ ولا تواسي روحًا تعلقت بحروف الأماني.
ولكن على النقيض، قد يكون لعبارة الأماني المُفتقدة “ماذا لو” وجه إيجابي يبعثُ النور للقلب ويُنسي الهم. فقد تجد أحدهم مبتسمًا يردد:
• ماذا لو لم اسمع نصيحة ذاك الذي وجهني؟ مؤكد لساءت حالي!
• أو ماذا لو لم اقبل ذلك العرض الذي خُيِّل لي لوهلة أنه عرضًا مجنونًا والمجازفة به كبيرة؛ لكنّي بفضل الله وفقت بقبوله!
• أو ماذا لو لم أغفر وأسامح أو أعفو عن قريبِ أو عزيز قبل وفاته؛ فكيف كنت سأستطيع العيش بعدها وأنا مفتقدًا السماح في روح الإخاء التي تأصلت بيننا!
وعلى الرغم من إيجابية العبارات السابقة؛ فحتى تكرار الإيجابي منها قد يأخذ من وقتنا الكثير حتى يشغلنا عن الخطوة التي تليه.
💡 لذلك فعبارة “ماذا لو” بكلا وجهاها الإيجابي والسلبي تستهلك من عمرك الحالي كثيرًا .. لتغمرك إمّا بالندم عمرًا أو إمّا أن تريح فؤادك لعمر آخر ..
ولاحقًا قد تحجبك عن الوقع ثم تغمسك في وحل التأفف متشائمًا بكل لحظة ثمينة ضاعت في متاهة “ماذا لو” أو تجعلك مبتهجًا من ثواني لأيام عديدة حتى تشغلك عن تحقيق أهدافك الآتية.
لكن ماذا عن “ماذا لو” التي لا تحمل على النفس قيمة تذكر سواءً إيجابًا أو سلبًا وقد تستهلك أيضًا بعضًا من وقتنا فعلى سبيل المثال:
“ماذا لو” لم تكن هناك مواقع تواصل اجتماعي: فهل سنستطيع أن نتشارك مع الجميع آراؤنا؟ 😊
ٰ
هاجر هوساوي
@HajarHawsawi