الدورات مضيعة للوقت
ذكرتُ في مقال سابق “الانسان السلبي” أنّي حضرتُ الكثير من المحاضرات والدورات في عام الجائحة مثل غيري ممّن أرادوا أن يجعلوا من الحجر شيئاً مفيداً.. وهنا أريد أن أحكي بعض تأمّلاتي وما وجدته من تجربتي الشخصية في حضور تلك الدورات والمحاضرات..
برأيي الشخصي، وجدتُ من حولي ينقسموا إلى ثلاثة أشخاص في حضور الدورات: شخصين أضاعوا أوقاتهم بلا فائدة مرجوّة وشخص واحد مستفيد..
أمّا الشخص الأوّل هو الذي حضر دورة أو محاضرة لدى محاضر يقرأ سطوراً من شرائح العرض التي أعدّها مسبقاً..
وجدتُ من هذا النّوع الكثير في عام الجائحة حيث انتشر الغث والسمين لكثرة المحتوى والفراغ..
وهذا برأيي مضيعة للوقت حيث كان بإمكان الشخص الأول أن يطلب نسخة من العرض التقديمي لموضوع الدورة ويقرأه بنفسه إن أراد ذلك وسيكون أسرع من قراءة المحاضر نفسه حيث العين أسرع من اللسان بطبيعة الحال..
وأمّا الشخص الثاني هو الذي حضر الكثير من الدورات رغبةً في تكديس الشهادات لإثراء السيرة الذاتية دون متابعة المحتوى..
وهذا شخص أضاع وقته أيضاً حيث جهات التوظيف لم تعد تلتفت لكثرة الدورات بل للأثر الذي تتركه الدورة الجيّدة في الشخص وإسقاطاتها على الواقع..
وأمّا الشخص الثالث والمستفيد الوحيد من الدورات هو ذلك الشخص الذي استغلّ الجائحة كي ينمّي الجوانب التي كان لطالما ينتظر وقت الفراغ المناسب من أجلها..
إذاً فهو الشخص الذي يأخذ الدورات لأجل التعلّم وتطبيق ما تعلّمه..
ومن سمات ذلك الشخص أنّه سيختار الدورة أو المحاضرة بحذر وسيختار المحاضر بعناية كي لا يقع في فخ الشخص الأول..
والأهم من ذلك.. الشخص المستفيد يدخل الدورة وهو يعلم أنّه سيعود إلى محتواها مرّة أخرى وقد يكرّر ذلك أكثر من مرة وفي فترات متفرّقة كي يتحصّل على الفائدة القصوى منها..
.
.
.
حسين العوفي
@HussainAloufi