قد يستغرب البعض من عنوان هذه المقالة أو قد يظنها شيئاً من المواعظ التي اعتاد الناس قولها للمبتعثين، ولكنها اليوم تحمل معنى حقيقياً وفعلياً مختلفاً كلياً عن الموعظة الأخلاقية وإن كانت لا تزال في المقام الأول.
جميعنا نعرف بأن المملكة العربية السعودية في طور التقدّم والتطوّر حتى تصنع لنفسها مكانًا في مصاف الدول المتقدّمة ، اليوم المملكة تعمل على تطوير وتغيير قوانينها، إعادة بناء أساسياتها ، ولا أعني بذلك الأشياء المادية فقط بل حتى المواطنين الذين عُرِفوا بالكرم والضيافة ورحابة الصدر تعمل المملكة على جعلهم مستعدين لاستقبال كافة الأطياف من خلال احتضانها لأكبر وأعظم الفعاليات العالمية وهذا ماتفعله الدول الأولى في العالم .
للمبتعث في رأيي دور كبير في هذا الحدث ، ولا أعني المشاهير من المبتعثين او الدبلوماسيين المكلّفين وغيرهم ، انا أعني بحديثي هذا (الطالب المبتعث البسيط)..
كل فكرة تحتاج إلى تجييش أفراد متنوعي المجالات والطبقات والعلاقات والخبرات لنشرها وجعلها حقيقة وهذا مايعرفه جميع الساسة في العالم، هذا المبدأ بظني هو مايجب أن يعمل على أساسه المبتعث، الحقيقة التي يجب أن نؤمن بها جميعاً ونعمل عليها: ( المملكة دولة تستحق أن تكون في الصف الأول) وذلك بمحاولة نشر كل الأحداث الرائعة التي تحدث في المملكة والحديث عنها بكافة الطرق الممكنة لذلك.
لا تعتقد بأن القصص التي ترويها أو العرض التقديمي البسيط الذي يتحدّث عن تطورات وإنجازات وفعاليات المملكة والذي تعرضه على زملائك في الدراسة لا جدوى منه! الأفكار تنتشر بهذه الأفعال البسيطة وعند الأشخاص البسطاء!
استثمر كل فرصة للحديث عن المملكة أو لعرض شيء إيجابي عنها مع أساتذتك مع زملائك ومع جيرانك خاصة الآن أثناء وجود هذه المواسم العالمية، هناك فرصة رائعة لعرض مايحدث للعالم.
قبل عدة أسابيع قمت بعمل عرض تقديمي عن موسم الرياض بشكل إيجابي جدًا أدهش الزملاء الأجانب من كوريا ومن الصين ومن دول عدة بعضهم لا يعرف أين تقع المملكة اصلاً ! ختمت عرضي بجملة : وطني بلد يستحق الزيارة فعلاً! وتلقيت بعدها عدة تعليقات بأنهم سيذهبون لزيارتها إن سنحت لهم الفرصة!
كنت سعيدة جدًا لأنني شعرت بأن هذا مايجب علينا فعله جميعاً كمبتعثين، أنا مؤمنة بأن دولتي عظيمة قبل كل هذه التطورات والآن لم يعد هذا الشعور كاف ، الناس من حولنا يجب أن يعرفوا ! وثق بأن الناس جميعهم وفي كل بقاع العالم سواء ، جميعهم يتبادلون الأحداث الهامة والأخبار الجديدة بسرعة مدهشة لاسيما الأشياء التي لم يعرفوها سابقاً !
لم يكن التسويق يومًا مهنتي ولم أتعلم كيف أفعل ذلك ولكن إيمانك بشيءٍ ما يجعلك أفضل متحدث عنه.
أخيرًا رسالتي لكل مبتعث: الآن في الوقت الذي تخوض فيه بلادك هذه التحديات وتحقق من خلالها هذه الإنجازات نصّب نفسك سفيرًا لها لأنها فعلاً تستحق من يحمّل نفسه مسؤولية نشر إنجازاتها ولا تستهن أبداً بالمجتمعات البسيطة حولك، الأفكار العظيمة يحملها الأشخاص البسطاء وأحيانًا يكون تأثير ذلك أكبر وأعظم بكثير مما نتصوّر.
هيا محسن الشمّري
@haya_mohseen